يتميز كل جهاز من أجهزة الجسم بوظيفة معينة، يتم التنسيق بين هذه الأجهزة والتواصل فيما بينها.
يقوم الجهاز المناعي بأجزائه المتنوعة بلعب دور مهم وهو الدفاع عن الجسم وخلاياه وأعضائه، وذلك عن طريق تركيب الأجسام المضادة.
ما هي الأجسام المضادة، وما هي استراتيجية عملها، وكيف نعزز دورها في مقاومة مسببات الأمراض؟ إليكم أجوبة لهذه الأسئلة المهمة.
في البداية، ما هي الأجسام المضادة؟
تعرف أيضا باسم الجلوبيولين المناعي وتتكون من البروتين الوقائي، والذي يقوم الجهاز المناعي بإنتاجه استجابة لوجود مادة غريبة أو جراثيم بالجسم تسمى المستضد، حيث تقوم خلايا الدم البيضاء المتخصصة والتي تسمى الخلايا الليمفاوية بإنتاج الأجسام المضادة، والتي تقوم بدورها على تحديد تلك المستضدات والالتصاق بها من أجل تدميرها حتى يستعيد الجسم عافيته.
وظائف الأجسام المضادة تقوم بثلاث وظائف رئيسية هي:
تلتصق بالأجسام الغريبة وتدمرها مثل مسببات الأمراض والسموم، تعمل على تنشيط النظام المكمل لتدمير الخلايا البكتيرية عن طريق التحلل بعمل ثقوب في جدار الخلية، تسهل عملية البلع للمواد الغريبة (البلعمة) بواسطة الخلايا البلعمية.
ما هي أنواع الأجسام المضادة؟
يتم إنتاج الأجسام المضادة في الدم والغشاء المخاطي، حيث يمكن تجميعها في خمس فئات وفقا لنشاطها ومنطقتها الثابتة، ولقد تم تصميم كل فئة بحرف مرفق لاختصار كلمة الجلوبيولين المناعي immunoglobulin كالتالي IgG و IgM و IgA و IgD و IgE
1.الأجسام IgA:
تلعب تلك الفئة دورا رئيسيا في الدفاع عن الجسم ضد مسببات الأمراض، والتي تهاجم الجسم عن طريق الاستنشاق أو البلع، وهي تتواجد بنسب كبيرة في الأغشية المخاطية مثل الأغشية المخاطية للرئتين والجيوب الأنفية، واللعاب، والدموع، وحليب الثدي، والسوائل المعوية.
2.الأجسام IgM:
يتبلور دور تلك الأجسام في حماية الخلايا من الأجسام الغريبة ومنعها من الوصول إلى الأعضاء الداخلية حيث أنها خط الدفاع الأول للجسم ضد الالتهابات.
وتعتبر تلك الفئة الأكبر حجما بين الفئات الأخرى وتمثل حوالي 5% من إجمالي الأجسام المضادة الموجودة في الدم.
3.الأجسام IgG:
تتواجد في مختلف سوائل الجسم حيث تشكل حوالي 70-75% من إجمالي الأجسام المضادة الموجودة في الدم وسوائل الجسم الأخرى، ونظرا لصغر حجمها وقابليتها العالية للانتشار فإنها تتحرك بسهولة في الخلايا، ويتبلور دورها في الدفاع عن الجسم ضد الجسيمات الغريبة عن طريق تذكر الجراثيم التي تعرضت لها من قبل.
ويعتبر IgG هو الجسم المضاد الوحيد الذي يمكنه عبور المشيمة لذا فإنه يوفر مناعة سلبية لـالجنين والرضع في الأشهر القليلة الأولى من الحياة.
4.الأجسام IgE
تعمل تلك الفئة من على حماية الجسم من الأمراض الطفيلية، كما أنها تتركز بشكل كبير في حالة تواجد مواد مثيرة للحساسية مثل الأتربة، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات الأليفة، والأطعمة المسببة للحساسية.
5.الأجسام IgD
على الرغم من أن كيفية عملها بالتحديد غير واضحة حتى الآن، إلا أنها تتواجد بكميات قليلة في الأنسجة التي تبطن البطن أو الصدر.
التحاليل المطلوبة للكشف عن الجلوبيولين المناعي لفيروس كورونا
تعتمد تحاليل الكشف عن الجلوبيولين المناعي لـفيروس كوروناعلى تحليل الأجسام من نوع IgG ونوع IgM والتي يقوم الجسم بتوليدها استجابة لعدوى SARS-CoV-2 وعادة ما تكون الأجسام من نوع IgM هي أول نوع يقوم الجسم بتوليده استجابة لوجود العدوى.
وبعد ذلك يتم توليد الأجسام من نوع IgG والتي تحل محل IgM باعتبارها النوع الأكثر تواجدا في الجسم من أجل الاستجابة للعدوى.
حيث تعمل IgG و IgM معا على محاربة العدوى وذلك عن طريق استهداف مستضدات محددة على سطح فيروس السارس SARS-CoV-2 ومن الجدير بالذكر بأن تحاليل الجلوبيولين المناعي لفيروس كورونا “كوفيد 19” لا يمكنها الكشف عن وجود الفيروس، ولكنها تساعد فقط في الكشف عما إذا كنت قد تعرضت للإصابة بهذا الفيروس من قبل أو لم تتعرض له قبل ذلك، وبالتالي فإن تلك التحاليل تستخدم فقط كاختبار فحص ويجب استخدامه إلى جانب الاختبار الجيني لتحديد الحالة الكاملة.
حيث يعتبر الاختبار الجيني هو المعيار الأساسي لتشخيص فيروس كورونا “كوفيد19”.
كيف نعزز من عمل الأجسام المضادة؟
العناصر الغذائية تلعب دور رئيسي في مساعدة جسمك على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، ويعتبر البروتين واحد من تلك العناصر، ويرجع ذلك إلى أن الأجسام المضادة والتي تساعدك في قتل الأجسام الغريبة تتكون بالفعل من البروتين كما أن الأطعمة الغنية بالبروتين تحتوي على عناصر غذائية أخرى تعزز من عمل الجهاز المناعي. ومن الأطعمة الغنية بالبروتين:
- العدس.
- الفاصوليا.
- سمك التونة.
- البيض .
- اللوز.
- منتجات الألبان.
- قطع اللحم البقري الخالية من الدهون .
- الفاصوليا .
- فول الصويا .
- المأكولات البحرية مثل المحار وسرطان البحر تحتوي على الزنك، والذي يساعد على إنتاج خلايا الدم البيضاء المقاومة لعوامل العدوى.
- حافظ على عادة المشي يوميا لمدة عشر دقائق على الأقل حيث أن النشاط البدني اليومي، والمعتدل يعزز من عمل الجهاز المناعي كما أنه يساعد الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء على التحرك بشكل أسرع في الجسم.
- قلل من مستويات التوتر النفسي لديك وذلك من خلال ممارسة الرياضة، وأنشطة الاسترخاء، حيث أثبتت بعض الدراسات بأن تزايد مستويات التوتر يؤثرعلى وظائف خلايا الدم البيضاء ويجعلها أقل استجابة للالتهابات ويزيد من فرص الإصابة بالمرض.
تعليقات
إرسال تعليق