يعتبر الحمل من أكثر الظواهر تأثيراً على حياة الأنثى، حيث تتبدل الهرمونات بشكل كبير خلال هذه الفترة، مما يؤدي إلى تغيّر كبير في سلوكها ومزاجيتها، فيمكن أن تنجذب بشكل كبير أو ممكن أن تكره وتنفر من أحد الأطعمة أو التصرفات.
ويؤثر الحمل بشكل كبير على ممارسة الجنس وعلى الرغبة الجنسية بطرق مختلفة وليس هناك أي استجابة معتادة للأمر؛ حيث أن زيادة الهرمونات أو تدفق الدم للمناطق التناسلية ربما يزيد من رغبة الشخص الجنسية خاصة في الجزء الثاني من الحمل، ويكمن أن تلاحظ حوامل أخريات انخفاض الرغبة الجنسية بسبب تقلبات الهرمونات، الشعور بعدم الراحة بالجسم، انخفاض مستوى الطاقة، وآلام الجسم، كذلك يمكن أن يؤثر الحمل على رغبة الشريك الجنسية، حيث يشعر البعض بزيادة الانجذاب تجاه المرأة الحامل بسبب التغيرات التي تحدث بجسمها، وفي بعض الحالات الأخرى، تسبب مخاوف وقيود كل من الرجل والمرأة فقدان الاهتمام بالجنس، ولذا من المهم التحدث بانفتاح مع شريك الحياة.
العلاقة الحميمة والحمل
خضعت العلاقة الحميمة والحمل للعديد من الأخطاء الشائعة، إنها مثل العديد من الأمور التي تخص الرجال والنساء، تختلط فيها الشائعات والخرافات المجتمعية القديمة بالخوف المستمر بالحديث عنها، ومن هذه الأمور العلاقة الحميمة والحمل، وارتبطت بها من شائعات ليس لها أساس من الصحة.
فيمكن أن تكوني يوماً ما صدقتي هذه الشائعة التي تقول أنه يجب أن لا يمس الرجل المرأة الحامل ولا يقيم معها العلاقة الحميمة خوفاً من الإجهاض، لكن مهلاً إن الأمر أعمق من ذلك فهناك العديد من الأمور تحكم هذه العلاقة، وهو مانتعرف عليه تفصيلياً في هذا المقال.
الممارسة الجنسية أثناء الحمل
تعد أمرًا آمنا تماما للمرأة للاستمرار به خلال فترة الحمل إلا في حالة عدم سماح الطبيب لها بذلك، مع العلم أن الرغبة الجنسية ربما تزداد بمراحل معينة من الحمل.
ومع بدء نمو وتطور بطن المرأة الحامل، يمكن أن تكتشف أوضاع معينة تكون أكثر راحة لها، ولذا يجب التحدث بانفتاح مع الزوج ما يساعد على التمتع بالممارسة الجنسية على مدار فترة الحمل.
هل الممارسة الجنسية آمنة أثناء الحمل؟
لن تضر الممارسة الجنسية الطفل أثناء أي مرحلة من مراحل الحمل المعتاد وغير المعقد؛ وذلك لأن الطفل محمي بواسطة عضلات الرحم القوية، والسائل الأمنيوسي، والمخاط الموجود حول عنق الرحم.
وفقًا لموقع «Medical News Today»، فعلى الرغم من أن البعض يظنون أن النشاط الجنسي والنشوة الجنسية يمكن أن تضر الطفل وتزيد من فرصة الإجهاض أو الولادة المبكرة، إلا أن ذلك لا يعد صحيحا عندما تتمتع المرأة بحمل صحي.
هل يمكن أن تعجل الممارسة الجنسية من الولادة؟
أثبتت العديد من الدراسات أنه ليس هناك أي علاقة أو رابط بين ممارسة الجنس المهبلي أثناء الحمل وخطر الولادة المبكرة، ولكن في حالة ملاحظة الطبيب أن المرأة لديها خطر التعرض لمشكلة، فربما ينصح بتجنب الممارسة الجنسية أثناء الحمل أو في المراحل الأخيرة منه فقط. ومن الممكن أن يسبب الإيلاج أو النشوة انقباضات «براكستون هيكس» بوقت لاحق من الحمل، وهي انقباضات معتدلة تمر بها بعض النساء في أواخر الحمل، ومع ذلك لا تحرض أي من تلك الانقباضات على الولادة ولذا لا يجب أن تكون موضع قلق للمرأة.
هل هناك أوضاع مناسبة للمرأة أثناء الحمل؟
على الشريكين اختيار أوضاع معينة لا تضغط على بطن الحامل، وربما تشعر الحامل براحة أكثر في أوضاع معينة تكون فيها قادرة على التحكم في عمق الإيلاج. كذلك يعد الجنس الفموي آمنًا أثناء الحمل ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أهمية عدم دخول هواء داخل المهبل، ما يمكن أن يسبب مشكلة «الصمة الهوائية» وتحدث عندما تسد فقاعات الهواء الأوعية الدموية، وعلى الرغم من أن المشكلة تعد نادرة، إلا أنها يمكن أن تهدد حياة كل من الأم والجنين.
ما فوائد الممارسة الجنسية أثناء الحمل؟
قد يكون السؤال غريباً نوعاً ما، لكن لا تندهشي عزيزتي، بالفعل هناك بعض الفوائد التي تحدثت عنها الدراسات الطبية ومن هذه الفوائد:
إن العلاقة الحميمة تصبح في أثناء الحمل بديلاً هاماً للتمرينات الرياضية الهامة لجسم المرأة: حيث تزيد من حرق السعرات الحرارية وتزيل الدهون الضارة من الجسم أثناء الحمل.
خفض ارتفاع ضغط الدم: حيث تعاني المرأة الحامل في كثيراً من الأحيان خلال الحمل من ارتفاع ضغط الدم، إلا أن العلاقة الحميمة تعمل على ضبط الضغط بشكل كبير.
الوصول لهزة الجماع أثناء الحمل تزداد: فمن المعروف أن هذه الهزة تمثل غاية الاستمتاع الانثوي بالعلاقة الجنسية، وهذه الهزة تنتج عن تدفق الدم بشكل مستمر في منطقة الحوض والمهبل أثناء الحمل أكثر من أي وقت مضى.
يمكنكِ أن تتخلصي من آلام الحمل والحصول على قسط وافر من النوم بعد العلاقة الحميمة: فممارسة هذه العلاقة كفيلة بتدفق هرمون الأكسيتوسين الذي يعمل على تسكين الألم والاسترخاء.
العلاقة الجنسية قد تكون مفيدة للجنين: حيث يحمي السائل الأمنيوسي والكيس الأمنيوسي الجنين والرحم من مشكلات صحية عديدة، وهذا ينسف القول بأن العلاقة الحميمة من شانها تجهض الحمل.
ممارسة العلاقة الحميمية خلال شهور الحمل الأخيرة تعزز فرص الولادة الطبيعية وتسهلها: حيث أن العلاقة الحميمية تحفز الولادة الطبيعية وخاصةً في الشهر الأخير من الحمل.
العلاقة الحميمة أثناء الحمل لها مردود نفسي جيد على المراة: حيث تزيد من ثقتها بنفسها وشعورها الدائم أنها مرغوبة، لذلك فهذه النصيحة للرجال، قد تكون العلاقة الحميمة هي إحدى الأشياء التي تسعد الزوجة خلال فترات الحمل التي تعاني منها فهي تسكن آلامها وتفرغ توترها كما أنها تؤثر بالإيجاب على صحتها وصحة جنينها.
العضو الذكري لا يمكنه إيذاء الجنين: حيث توجد بعض الأمور الشائعة أن العضو الذكري أثناء الانتصاب يمكن أن يصيب الجنين بالإيذاء وهذا أمر عارٍ تماماً من الصحة، حيث لا يصل العضو الذكري إلى عنق الرحم حتى في أقصى اتساعه في الشهور الأخيرة من الحمل.
التمتع بنشوة جنسية أفضل: حيث أن زيادة تدفق الدم للمناطق التناسلية يعني زيادة عدد مرات وصول المرأة الحامل للنشوة.
الحفاظ على اللياقة: وذلك لأن الممارسة الجنسية تحرق السعرات الحرارية وتساعد الشخص في الحفاظ على لياقته البدنية.
زيادة الترابط بين الزوج والزوجة: حيث وجد البعض أن النشاط الجنسي أثناء الحمل جعلهم أقربهم أكثر من بعضهم.
تحسن جهاز المناعة: حيث كشفت دراسة أجريت عام 2004 أن الممارسة الجنسية أدت إلى زيادة مضاد جسم معين «IgA» يساعد في تجنب الإصابة بالبرد وغيره من العدوى.
زيادة السعادة: وذلك لأن النشوة الجنسية تؤدي إلى إفراز هرمونات «الاندروفين» الذي يساعد الأم والطفل على الشعور بالسعادة والاسترخاء.
بعض النصائح هامة لعلاقة حميمة آمنة أثناء الحمل
- تجنبي الأوضاع العنيفة والمؤذية على وضع الجنين في الرحم، حيث يفضل الأوضاع التي لا تستلقي فيها الزوجة على ظهرها أثناء العلاقة، أو الوضع المناسب بشرط أن لا يمثل ضغطاً على الجنين داخل الرحم.
- يمكن ممارسة الجماع في شهور الحمل المختلفة، حيث يمكنكِ فعل العلاقة الحميمة مع زوجك في كل أسبوع مرة أو كل 10 ايام حسب الرغبة، فهذه مدة مناسبة وغير طويلة لإقامة العلاقة الحميمة بأمان تام على الزوجة والجنين.
- قد تختلف الرغبة في العلاقة الحميمة عن غيرها في غير ذلك، فمن الممكن أن تزيد رغبتك في العلاقة أو تقل تبعاً للعديد من الظروف والتي منها الحمل الأول أو الثاني.
- حاولي أن تراعي مشاعر الزوج الذي قد يرغب في إقامة العلاقة الحميمة، فيجب أن تراعي هذا الشعور مع إفهام الزوج بالوضع الذي يناسبك دون ضرر لكي أو للجنين.
- قد تؤثر حالتك الصحية خاصة في حالات الحمل الحرج على رغبتك في إقامة العلاقة الحميمة، فلا تقلقي حينها فهذه أمور طبيعية.
متى يتعين تجنب الممارسة الجنسية؟
ربما يطلب الطبيب من الحامل تجنب الممارسة الجنسية أثناء الحمل في حالة معاناتها من أي من المشكلات التالية:
- مشكلات عنق الرحم التي يمكن أن تزيد من فرصة الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- إذا كانت حامل بتوأم(الحمل بتوأم)- المشيمة المنزاحة، وتحدث عندما تغطي المشيمة نصف أو كل مدخل عنق الرحم.
- قصور أو عدم كفاءة عنق الرحم، وتحدث عندما يفتح عنق الرحم قبل موعده الطبيعي.
- فقدان كبير في الدم أو نزيف مهبلي غير مبرر.
- تسريب السائل الذي يحيط بالجنين.
- خروج مياه الحمل، ما يؤدي إلى خطر الإصابة بالعدوى.
ووفقًا للموقع، يتعين على الحامل حماية نفسها وطفلها من الأمراض المنقولة جنسيا، ما يعني استخدام وسائل الوقاية الحاجزة، مثل الواقي الذكري وغيره من الوسائل خلال الممارسة الجنسية.
الممارسة الجنسية بعد الولادة؟
تحتاج كل الأمهات وقتا للشفاء بعد الولادة، ويجب عليهن أن يعطوا فرصة للجسم لأن يُشفى، وعنق الرحم أن يُغلق، ونزيف ما بعد الولادة ليتوقف، وتستطيع النساء العودة للنشاط الجنسي عندما يشعرن بأنهن جاهزات للقيام بذلك.
متى تتعين زيارة الطبيب؟
في الحمل الصحي، لا تشكل الممارسة الجنسية أي خطر للأم والطفل، وسواء الأمر متعلق بالممارسة الجنسية أم لا، على المرأة التوجه للطبيب في حالة معاناتها من ألم غير عادي أو نزيف أثناء الحمل.
استشيري طبيبة النساء والولادة في أي أمر قد يطرأ سواء بسبب إقامة العلاقة الحميمة أثناء الحمل أم أي أمر آخر، حيث يمكن الامتناع عن إتيانها في حالة إذا أمرت الطبيبة بذلك لظروف صحية تراها تتعلق بالجنين أو لكِ.
تعليقات
إرسال تعليق