ياسينو.. ليبي الأصل دمشقي العشق والهوى!

لا يمر اسم “ياسين بقوش” على مسمع أحد إلا ويستذكر مسلسل صح النوم الذي عاش في ذاكرة كل إنسان من سبعينيات القرن الماضي بالأبيض والأسود، ملك قلوب الناس بأدائه السلس القريب من القلب المتحدث بلسان الناس البسطاء.

ياسين بقوش بدايته ونشأته

ينحدر ياسين بقوش من أسرة ليبية جاء جده إلى دمشق بعد رحلة الحج حيث مرض في مكة وتركه رفاقه، وظل فيها حتى شفي ولم يعد إلى بلاده، بل قصد دمشق واستقر فيها وتزوج من امرأة سورية.

 ولد ياسين بقوش عام 1938 في حي الصالحية الدمشقي وتزوج وأنجب 11 ولداً، حيث قال في أحد  اللقاءات التلفزيونية، “لم أكن أعرف أن جذورنا من ليبيا إلا بعد أن انشهرت وأصبحت أعمالي تُعرض على التلفزيون الليبي، حيث راسلتني عمة لي من زوجة جدي الليبية وجاءت عام 1976، وتعرفت علينا وعرفتُ أني من مدينة “زوارة” الليبية على الحدود الليبية التونسية.

ياسين بقوش وحياته الفنية

انخرط ياسين بقوش في الحياة الفنية بدايةً عن طريق الإذاعة، معتمداً على صوته الذي أعطاه صورة في خيال الجمهور، وانتقل بعدها إلى العمل المسرحي حيث عمل ضمن فرقة أسسها الراحل عمر حجو سُميت “مسرح الشوك”، ضمت دريد لحام وهدى شعراوي وناجي جبر وطلحت حمدي.

عند انتشار الشاشة المرئية في سورية واكتسابها شهرة كبيرة عند الناس، كان ياسين بقوش قد جمع قدراً كبيراً من الجمهور والمحبين كانوا في انتظار أعماله، فبدأ مسيرته التلفزيونية بمسلسل “تلفزيون المرح” مع الكبير ياسر العظمة ومها المصري وقدم بعدها “ملح وسكر” مع دريد لحام وناجي جبر.

أما شخصية ياسينو كانت في مسلسل “صح النوم” إلى جانب دريد لحام  بشخصية “غوار الطوشة” ونهاد قلعي بشخصية “حسني”  ونجاح حفيظ بشخصية “فطوم حيس بيس” كانت هذه الشخصية الأقرب إلى قلوب الناس، كونه جسد شخصية بسيطة من ضمن المجتمع الذي عاش به عامل المقهى البسيط الذي يفوز بـ فطوم حيس بيس بعد منافسة شرسة بين غوار وحسني.

أُعيد إنتاج فيلم “صح النوم” الذي أخذ جماهيرية واسعة بين الناس، وشارك بعدها بإعمال قليلة منها “ياسين تورز” عام 1996 وأخذ فيه بطولة مطلقة”.

لماذا رفض ياسين بقوش العمل مع دريد لحام؟

رفض ياسين بقوش العمل في مسلسل عودة غوار، لأن صناع العمل أرادوا أن تظهر شخصية ياسينو كشخصية متآمرة على غوار، مما اعتبره ياسين تشويهاً لشخصية ياسينو البسيطة التي أحبها الناس بـ طيبتها وسذاجتها.

عُرض عليه أيضاً دور في مسلسل ” أحلام أبو الهنا” وكان حينها مديناً بـ 200 ألف ليرة سورية، ورغم أن أجره كان في المسلسل مليون و200 ألف ليرة سورية، إلا أنه رفض العمل لاعتباره أن الدور سخيف.

اعتقال ياسين بقوش

اُعتقل الفنان ياسين بقوش في دمشق عام 2012 بعد جدال مع دورية لشرطة مرور، وكانت التهمة استهزائه بالسلطة  وأُودع في سجن عدرا، بعد سجنه لمدة ثلاثة أشهر تدخلت نقابة الفنانين وبعض زملائه وتم الإفراج عنه.

مقتل ياسين بقوش

لم يكن يعلم ياسينو صاحب القلب الطيب أن نهايته سوف تكون مأساوية ودموية، فـ في 24 شباط عام 2013 لقي مصرعه إثر تعرض سيارته لقذيفة “أر بي جي” مجهولة المصدر، في حي العسالي القريب من مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق حيث تمكن الأهالي من إخراجه قبل إنفجار سيارته.

تراشق النظام السوري والمعارضة الإتهامات بشأن مقتله، حيث اعتبر كل طرف أن الطرف الآخر هو الفاعل كـ فعل انتقامي على مواقفه.

عمّ الوسط الفني حزن شديد على رحيل ياسين  بقوش وخاصة رحيله بهذه الطريقة المؤلمة، وتم تشييع جثمانه بحضور العديد من نجوم الفن السوري، ولكن لاحظ الجميع غياب دريد لحام الذي كان رفيق دربه وظلت نقطة تساؤل لكثيرين هل كان مقتله اغتيال أم رصاصة طائشة؟.