هيئة الإذاعة البريطانية مؤسسة إعلامية بريطانية ذات توجه عالمي توصف بالمستقلة، وتعرف باسمها الرسمي بالإنجليزية (British Broadcasting Corporation).
التأسيس
تأسست هيئة الإذاعة البريطانية في الـ18 من أكتوبر/تشرين الأول 1922 من قبل جون رايخ، وكانت تسمى قبل ذلك شركة الإذاعة البريطانية، وانطلق بث إذاعة “بي بي سي العالمية” في الـ19 من ديسمبر/كانون الأول 1932 كهيئة مستقلة عن الحكومة البريطانية وفق ميثاق ملكي.
وساهمت “بي بي سي” منذ البداية في بث الأخبار والإعلام من خلال تقديم برامج سياسية واقتصادية وثقافية وترفيهية تحمل شعار “الأمة ستتحدث عن السلام إلى الأمة”.
ويعترف أبرز قادة العالم بالدور الذي لعبته شبكة “بي بي سي” على مستوى الإعلام العالمي، واعتبرها الأمين العالم السابق للأمم المتحدة كوفي أنان عام 1999 “أعظم هدية قدمتها بريطانيا للعالم في القرن العشرين”.
الهيكلة
تتوفر “بي بي سي” على مجموعة من القنوات الإذاعية والتلفزيونية ومؤسسات الإنتاج، وتبث بأكثر من ثلاثين لغة، ولها 44 مكتبا دوليا ومراسلون في أغلب بلدان العالم لتغطية الأخبار.
وتضم “بي بي سي” أقساما متنوعة في مجالات التلفزيون والإذاعة والإنترنت، من بينها “بي بي سي نيوز”، و”بي بي سي1” و”بي بي سي2″، إضافة إلى “بي بي سي العربية” التي كانت تعرف سابقا بالقسم العربي، وانطلقت عام 1938، وكذلك إذاعات أخرى بلغات متعددة موجهة إلى مستمعين بمختلف مناطق العالم، وموقع إلكتروني إخباري شامل بعدة لغات.
وتغطي شبكة “بي بي سي” جميع المناطق والمراكز الإقليمية في إنجلترا، وتتوفر على مراكز في ايرلندا الشمالية وأسكتلندا وويلز تعمل على إنتاج برامجها من الأخبار المحلية في كافة المجالات.
في السادس من مايو/أيار 1994 أطلقت “بي بي سي” خدمة أخبار تفاعلية تعرف باسم “بي بي سي أونلاين” ثم تغير اسمها إلى “بي بي سي آي”، وأطلقت في الـ11 من مارس/آذار 2008 قناة تلفزيونية فضائية باللغة العربية“بي بي سي العربية”.
ويعمل في “بي بي سي” نحو 21 ألف شخص، وتبلغ ميزانيتها السنوية نحو خمسة مليارات و166 مليون جنيه إسترليني، وهي تتمتع باستقلالية مادية عن الحكومة البريطانية لأن تمويلها يأتي مباشرة من دافع الضرائب البريطاني، حيث تفرض الدولة في بريطانيا ضريبة سنوية على مالك كل جهاز تلفزة يشكل دخلها ميزانية لتمويل الشبكة.
وتستقطب برامجها أسبوعيا -حسب دراسة دولية أجريت عام 2007 وشملت مئة دولة- نحو 233 مليون شخص، من ضمنهم أغلب أصحاب القرارات المؤثرة دوليا.
الأهداف والخط التحريري
تهدف “بي بي سي” إلى أن “تشكل مركزا عالميا للمعلومات والإعلام والبرامج الترفيهية، وخلق منتدى لتبادل الآراء عبر الحدود الثقافية واللغوية والوطنية”.
توصف سياستها في تقديم الأخبار وتناول القضايا العالمية بالشفافية والحياد، مستفيدة في ذلك من استقلاليتها المالية من الحكومة البريطانية، كما تعرف بدقتها وسرعتها في بث ونشر المعلومات.
استفادت الشبكة من ثقة متابعيها بتغطياتها الإخبارية، مما جعلها أحد المصادر الموثوقة لأخبار وتطورات مختلف المواضيع الدولية، إلى درجة أن الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانيدلا اعتبرها “عاملا خارجيا مساعدا في تحول جنوب افريقيا إلى الديمقراطية”.
تعرضت “بي بي سي” مرارا لانتقادات من عدة دول وحكومات، ومنع بعض مراسليها من العمل فوق أراضيها بتهمة “العمل على زعزعة استقرارها”، وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 تعرضت لانتقادات، حيث توجه آلاف المتظاهرين إلى مقرها ورفعوا شعارات، من بينها “بي بي سي.. أنهي صمتك”.
وعلى صعيد بريطانيا، وجهت شخصيات كبيرة في حزب المحافظين اتهامات للشبكة عام 2015 بأنها تحيزت لليسار رغم فوز الحزب في الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد آنذاك.
أحداث ووثائقيات
غطت شبكة “بي بي سي” عبر تاريخها الطويل أغلبية الأحداث العالمية، خصوصا الحرب العالمية الثانية، وكذلك أحداث منطقة الشرق الأوسط، كما كانت سباقة عالميا لإنتاج الوثائقيات في العالم.
ومن أهم الأحداث التي واجهت فيها تحديات خلال تغطياتها في الشرق الأوسط العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بسبب مشاركة بريطانيا إلى جانب فرنسا وإسرائيل، واصطدمت آنذاك مع رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن، وتضامنت مع الشارع البريطاني الرافض للعدوان.
ومن أهم الوثائقيات التي أنجزتها “بي بي سي” “الكوكب الأزرق” عام 2001، و”كوكب الأرض” عام 2006، و”النازيون” عام 1997، و”الكوكب البشري” عام 2011، و”الكوكب المجمد”، و”العالم في حرب”، و”عوالم غير مرئية” عام 2010، و”تاريخ العالم” عام 2012.
قدرة واسعة على جمع الأخبار
يكمن السر في تغطية البي بي سي لشؤون الشرق الأوسط في توفر شبكة واسعة من المراسلين المتميزين في العالم العربي.
وبالرغم من أن إنتاج البرامج يتم في استوديوهات لندن والقاهرة، فإن بي بي سي العربية لها مراسلوها في أهم المواقع المحورية في المنطقة، وفي أهم العواصم العالمية.
ورغم أن التغطية الإخبارية لقضايا العالم العربي تظل أمرا أساسيا، فإن بي بي سي تحرص على نقل وجهة النظر العالمية الأرحب لمستمعيها ومشاهديها في كل مكان.
وتعتمد بي بي سي العربية على مصادر بي بي سي الواسعة في جمع الأخبار في سائر أنحاء العالم. ويمكن للمهتمين بتغطية البي بي سي الاخبارية الاعتماد على النقل الحي من عين المكان، والخبرة في التحليل المقدمة من 250 مراسلا على الأقل منتشرين في 72 مكتبا لبي بي سي في مختلف أنحاء العالم.
كما يوجد مراسلون لبي بي سي العربية في الكثير من الدول خارج العالم العربي، منها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة.
زوار موقع بي بي سي العربية
يزور موقع www.bbc.com/arabic أكثر من 21 مليون شخص شهريا، إلى جانب نحو مليون ونصف المليون مستخدم منفرد للموقع.
واوضحت التجارب ان الاقبال على زيارة موقع بي بي سي العربية يرتفع في اوقات الازمات والحروب، وغيرها من الاحداث الكبرى التي تؤثر على المنطقة، مثل الحرب في العراق في مارس/آذار 2003، والحرب بين حزب الله واسرائيل في 2006، والحرب في غزة في نهاية 2008 ومطلع 2009، والازمة التي اعقبت الانتخابات الايرانية في منتصف 2009.
ويرجع هذا الى الثقة التي حاز عليها موقع بي بي سي العربية بين زواره، اذ انهم يبحثون في اوقات الازمات عن مصدر يثقون به للحصول على الاخبار والمعلومات، ويطمئنون الى حياديته في تغطية التطورات الهامة، فيتوجهون الى موقع بي بي سي العربية.
مستمعو راديو بي بي سي العربية
كما تعكس أعداد المستمعين المرتفعة لراديو بي بي سي العربية التقدير العالمي الذي تتمتع به، إذ يزيد عدد المستمعين إليه عن 13 مليون شخص اسبوعيا حسب استطلاعات الرأي المستقلة.
ويشكل هؤلاء جزءا من 233 مليون شخص يستعملون واحدة أو أكثر من خدمات الأخبار العالمية للبي بي سي عبر التلفزيون أو الإذاعة أو الانترنت. وبين هؤلاء يستمع 183 مليون اسبوعيا الى الإذاعة العالمية باللغة الانجليزية “وورلد سيرفيس” (BBC World Service) ويشاهد 76 مليون قناة بي بي سي التلفزيونية باللغة الانجليزية “بي بي سي وورلد” ويطلع حوالي 12 مليون اسبوعيا على موقعها على الانترنت. ويذكر أن أعدادا كبيرة تستخدم أكثر من واسطة واحدة.
المصدر: الجزيرة + BBC
تعليقات
إرسال تعليق